جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
عاش الإنسان في عصور ما قبل التاريخ في فلسطين، وكان الكنعانيون أول من هاجروا إليها وأقاموا المدن الفلسطينية ،ثم هاجر إليها إبراهيم عليه السلام
عاش الإنسان في عصور ما قبل التاريخ في فلسطين، وكان الكنعانيون أول من هاجروا إليها وأقاموا المدن الفلسطينية ،ثم هاجر إليها إبراهيم عليه السلام واستقرت ذريته في تلك الأرض المباركة، ثم هاجرت إلي مصر اثر مجاعة حلت بأرض فلسطين، وهاجر موسى عليه السلام إلي فلسطين ببني إسرائيل هربا من بطش فرعون مصر،وعاش علي أرض فلسطين دواد عليهما السلام، وتعاقب عليها الاحتلال الفارسي و اليوناني و الروماني الذي في عهده ولد السيد المسيح عليه السلام، وظلت تحت الاحتلال الروماني الي ان جاء الفتح الاسلامي لها في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
السكان في القرن السادس عشر
ولكن الدراسة الموثقة عن سكان فلسطين تناولها العديد من الباحثين والدارسين للخصائص الديموغرافية لسكان فلسطين منذ القرن السادس عشر معتمدين على دفاتر "سجلات تسجيل السكان " التي كانت تعمل به الامبراطورية العثمانية في ذلك الوقت .
وقد قدر عدد سكان فلسطين في اواخر القرن السادس عشربـ206.290ألف نسمة أحتل لواء صفد المرتبة الاولى من حيث عدد السكان اذ بلغ عدد سكان اللواء82.570 نسمة يليه لواء غزة الذي بلغ عدد سكانه 56.950 ألف نسمة ثم القدس 42.155 ونابلس 39960 وكان عامل المطر هو العامل الاهم الذي يؤثر في توزيع السكان في فلسطين ويلاحظ ان عدد سكان فلسطين قد شهد نموا متزايداً حتى منتصف القرن السادس عشر ثم بدأ في التراجع ولكن ظل اكثر من الزيادة التي حدثت في عشرينات هذا القرن .
وقد شارك المسيحيون العرب إخوانهم المسلمين في سكنالقرى والمدن الفلسطينية إلا أنهم تركزوا بشكل أكثر في مدينتي بيت لحم وبيت جالا .
وتفاوتت الكثافة السكانية من منطقة لأخرى فقد كانتالمناطق المرتفعة أكثر كثافة تليها المناطق الساحلية .ولم يقتصر سكان فلسطين على السكان الحضر والريف بل كانت هناك نسبة تعيش حياة البداوة في الأماكن الصحراوية وشبه الصحراوية في صحراء النقب أو الى الشمال منها .
سكان فلسطين في القرن التاسع عشر
وخلال القرن التاسع عشر وازدياد مشاكل الدولة العثمانية فرضت الضرائب الزراعية على الفلاحين بنسبة 10% ارتفعت فيما بعد الى 12 % لدعم خزينتها اضطر بعدها العديد من الفلاحين الى هجرة أراضيهم وتحولهم الى حياه البداوة والامر الذي أدى الى عملية تفريغ الارض من السكان والعمران في المناطق الانتقالية بين الصحراء والزراعة بسبب غزوات البدو على المزارعين في هذه المنطقة الامر الذي ادى الى تراجع عدد السكان في المدن والقرى الفلسطينية القريبة من المنطقة استمرت غزوات البدو حتى نهاية القرن التاسع عشر حتى تمكن السلطان العثماني من السيطرة عليها سكان فلسطين اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين تشير التقديرات بان عدد سكان فلسطين قد بلغ 640 ألف نسمة على 1896 ارتفع عددهم الى 689 ألف نسمة على 1919 ويعود النمو في عدد السكان الى الزيادة الطبيعية أولاُ ثم الهجرة اليهودية التي بدأت تتدفق على فلسطين في ذلك الوقت وتشير التقديرات الى ان عدد اليهود في فلسطين بلغ في اواخر القرن التاسع عشر 50 ألف يهودي ارتفع الى 100 ألف يهودي في بداية الحرب العالمية الاولى .
وقد اختلفت نسبة عدد اليهود الى السكان من لواء الى اخرفي الفترة ما بين 1909-1914 ففي حين وصلت نسبة عدد اليهود قضاء صفد الى 18.9% من السكان فإن نسبة عددهم وصلت في قضاء عكا ما بين 0.3%-0.9% وقضاء حيفا 3.6% -3.9% وفي نابلس 0.4 وعلى أي حال فإن اليهود في فلسطين قد تركز حول مدينة القدس وفي يافا وقضاء صفد. أما عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فإن زيادة الضرائب التي فرضتها السلطات العثمانية والتي ارتفعت نسبتها لتصل 30% بل وصلت الى 50% وكذلك ارتفعت ضريبة الويركو والتي انعكست على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان ظهرت طبقة اجتماعية وهي طبقة كبار المالكين (الإقطاعيين) وطبقة المرابين التجار وطبقة الفلاحين والعمال المستأجرون وذلك لان الضرائب أثقلت كاهل الفلاحين وأغرقتهم في الديون.
التطور الديمغرافي بين 1914-1948
تتحدث الدراسات عن التحول الذي أصاب المجموعات السكانية على أرض فلسطين التاريخية قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948 وبعده، فلم تكن تتعدى نسبة اليهود من إجمالي سكان فلسطين 8% عام 1914 حسب تقدير الدولة العثمانية آنذاك.
وفي عام 1922 مثل اليهود نسبة 11.1% من إجمالي السكان، ثم بدأت أعداد اليهود بالتزايد في فترة الانتداب البريطاني بسبب موجات الهجرة إلى أن وصلت عشية إعلان دولة إسرائيل 31%، ويوضح الجدول التالي تطور نمو سكان فلسطين ونسبة العرب إلى اليهود منذ عام 1914- 1948:
السكان العرب السكان اليهود
السكا ن العرب | السكاناليهود | ||||
السنة | مجموع السكان | العدد | النسبة | العدد | النسبة |
1914 | 689.775 | 634633 | 92% | 55.142 | 8% |
1918 | 694000 | 644000 | 92.8% | 50000 | 7.2% |
1922 | 157.182 | 673.388 | 88.9% | 83.794 | 11.1% |
1931 | 1.035.820 | 861.211 | 83.14% | 178610 | 16.86% |
1944 | 1.739.624 | 1.210.922 | 69.6% | 528.702 | 30.4% |
1947 | 1.977.626 | 1.363.387 | 69% | 614.239 | 31% |
1948 | 2065000 | 1.415.000 | 68.5% | 650000 | 31.5% |
ويلاحظ من الجدول السابق مدى الزيادة التي حققها اليهود في حين شهد عدد السكان العرب تراجعا في نفس الفترة، وقد بلغت نسبة مساهمة الزيادة الطبيعية في عدد السكان 63% بينما نسبة الزيادة عن طريق الهجرة اليهودية وصلت إلى 37% مما أثر كثيرا على التركيب الديمغرافي في فلسطين، ويوضح الجدول التالي موجات الهجرة اليهودية قبل عام 1948:
موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين قبل إنشاء دولة إسرائيل
الموجة | الفترة | عدد المهاجرين | جهة القدوم |
الموجة الأولى | 1880-1903 | 25000 | من روسيا وبولندا ورومانيا |
الموجة الثانية | 1904-1914 | 34000 | من روسيا وشرق أوروبا |
الموجة الثالثة | 1919 –1923 | 35100 | من مناطق بحر البلطيق وروسيا وبولندا |
الموجة الرابعة | 1924-1931 | 78898 | بولندا رومانيا الشرق الأوسط |
الموجة الخامسة | 1932-1939 | 224784 | ألمانيا أوروبا الغربية بولندا |
الموجة السادسة | 1940-1948 | 118300 | وسط أوروبا البلقان بولندا الشرق الأوسط |
المصدر: نبيل السهلي، التحولات الديموغرافية للشعب الفلسطيني، صامد الاقتصادي، عمان العدد 120، ص103.
وبعد حرب 1967، واحتلال الضفة وقطاع غزة، "طرد ونزح" نحو 460 ألفا من السكان الفلسطينيين، ثم استمرت عمليات التهجير بعد ذلك حتى عام 1979 كما تذكر دراسة "التحول الديمغرافي القسري في فلسطين" للدكتور يوسف كامل إبراهيم.
وقد أشارت معطيات المجموعات الإحصائية الصادرة عن مكتب الإحصاء الفلسطيني في دمشق بأن مجموع اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا في عام 1948 قدر عددهم في أواسط عام 2002 بنحو 3973360 لاجئاً، وارتفع إلى 4.5 مليون عام 2005 بناء على معطيات تقارير الأونروا، بيد أن هناك تقديرات أخرى تصل إلى خمسة ملايين لاجئ.
ونشر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني توقعات للميزان الديمغرافي بين الفلسطينيين واليهود على أرض فلسطين كما يوضح الجدول التالي:
السنة | الفلسطينيون | اليهود |
1990 | 38.6% | 61.4% |
1995 | 42.4% | 57.6% |
2000 | 46.1% | 53.9% |
2005 | 50.5% | 49.5% |
2006 | 50% | 50% |
المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، السكان في الأراضي الفلسطينية 1997-2025
ويظهر من الجدول السابق أن اليهود كانوا يمثلون أغلبية عام 1990، إلا أنهم أصبحوا متساويين مع الفلسطينيين عام 2006، ويرجع نمو الفلسطينيين إلى الزيادة الطبيعية في حين أن الزيادة لدى اليهود كانت تعتمد على الهجرة، وبهذا المعدل من المتوقع أن يصبح اليهود أقلية في الأعوام القادمة ليصبح الميزان الديمغرافي في صالح الفلسطينيين.
يذكر دليل إسرائيل عام 2004 أن التحولات السكانية الأساسية في المجتمع الإسرائيلي بدأت بعد حرب 1967 وتعمقت وتسارعت بعد حربأكتوبر/تشرين الأول 1973، ويعتبر انهيار الاتحاد السوفييتي وفتحه باب الهجرة أمام اليهود من أهم المؤثرات الخارجية في المجتمع الإسرائيلي، إضافة إلى تأثير العولمة الاقتصادية والثقافية، والانتفاضة الفلسطينيةالأولى عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000 والعملية السلمية وتطوراتها
التعليقات
إرسال تعليقك